/ , / لماذا التحدث عن القوة العربية للدفاع المشترك الآن؟

لماذا التحدث عن القوة العربية للدفاع المشترك الآن؟


د

عدد كبير من الدول والشخصيات والتي أيدت الحرب ضد اليمن في الأيام الأولى، تراجعت عن هذا التأييد وطالبت بوقف النار مع إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية. ويرجع كل هذا إلى أن هذه الحرب استغلت لتكوين حلف أطلسي عربي... بقيادة إسرائيلية.  
"إن الاستقرار الطويل المدى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يتطلب بالضرورة  وجود القوات الأمريكية في المنطقة، بل يتطلب وجود شركاء يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. لهذا فإننا نستثمر في زيادة قدرات إسرائيل، الأردن وشركائنا الخليجيون وذلك لإحباط أي اعتداء عليهم علما أننا ملزمون بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري". انتهى كلام الرئيس الأمريكي براك أوباما.
كقراءة متأنية لهذا الكلام، نجد أن إستراتيجية البنتاغون الأمريكي في نسخته الأخيرة تبتغي تكوين حلف جديد، حلف أطلسي عربي، يتكون من دول الخليج والأردن وبقيادة إسرائيلية، على شاكلة حلف بغداد وذلك بغية انسحاب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإعادة تموقعها في الشرق الأقصى على مقربة من المنافس الجديد لها وهو الصين.
ولنرجع إلى نونبر/تشرين الثاني 2013، عند انعقد مجلس الأمن الخليجي بإمارة أبو ظبي بحضور الأعضاء الرئيسيين لجامعة الدول العربية والدول السنية الأسيوية حيث استمعوا لتدخل عبر الفيديو آنذاك للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، حيث ركز فيه على ضرورة وجود اتفاق عسكري جديد موجها ضد إيران، مما خلف استحسانا وتصفيقا قويين.
ولوضع هذا الاقتراح قيد التنفيذ سارعت السعودية إلى طرد زعيمة المقاومة بالمنطقة العربية، سوريا، من الجامعة العربية، في الوقت الذي رفعت فيه ميزانيتها العسكرية في 2014 بنحو 13 مليار دولار (+ 17 %)، مما أهلها لتكوين قوة عربية للدفاع المشترك تضم أكبر عدد من الدول العربية في قمة شرم الشيخ المنعقدة في 1 أبريل 2015 تحت ذريعة التصدي للإرهاب وإرجاع الشرعية لليمن.
أما بخصوص حرب السعودية على اليمن، فإن المراقبون يرون أن هذه الحرب تأتي في إطار نوع من التدريب الفعلي لهذه القوات دون أي يكون هناك أي نوع من التعاطف مع الآلاف من الضحايا والجرحى اليمنيين.
وبحسب مركز ستراتفور، فإن قيادة العمليات لعاصفة الحزم لا تتم في السعودية، بل تتم في مقاطعة "أرض الصومال Somaliland" بدولة الصومال والتي تضم قاعدة إسرائيلية تراقب مضيق باب المندب.
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق