/ , , / الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية لمواقع التواصل الاجتماعي

الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية لمواقع التواصل الاجتماعي


تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر المواقع انتشارا وانفتاحا وتأثيرا، حيث تتيح  لمستخدميها إنشاء المدونات الإلكترونية، وإجراء المحادثات، وإرسال الرسائل، كما تتيح نشر ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو والملفات، والكتابة حول موضوعات محددة من الممكن أن تدخل ضمن دائرة اهتمام مشتركين آخرين، وتمكنهم من التعليق على تلك المواضيع وإبداء آرائهم فيها مما يؤدي إلى خلق نوع من التأثير المتبادل بين المستخدمين.
ويعتبر موقع فيس بوك أكبر مواقع التواصل في العالم حيث يصل عدد مستخدميه إلى مليار شخص، يليه موقع تويتر ب 290 مليون مشترك، أما موقع اليوتيوب فقد وصلت عدد مرات المشاهدة في العالم العربي إلى 170 مليون مشاهدة في اليوم حسب آخر إحصائية لعام 2013، وجوجل بلس الذي نشط مؤخرا وصل عدد مستخدميه إلى ما يقارب 340 مليون مستخدم، والجدير بالذكر أن تلك الإحصاءات قابلة للزيادة والتطور في كل دقيقة.
أما على مستوى العالم العربي، وفي غياب دور فعال للصحف والمقالات وحتى دور التليفزيون في تنظيم العمل الجماعي ومحاربة الفساد، فإن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا لا يمكن تجاهله أو إنكاره في ثورات الربيع العربي، حيث أستعمل الشباب العربي موقعي الفيس بوك وتويتر في التعبير على الغضب من حال مجتمعاتهم، عبر طرح ومناقشة المشكلات السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية التي تؤرق العالم العربي من جهة، وتحريك الجماهير والتأثير في مشاعرهم من جهة أخرى. وبالتالي، فإن هذه المواقع أصبحت شكلت  وسيلة فعالة للتعبير الحر، وجزءا من الحركات الاحتجاجية ضد الأنظمة الاستبدادية عبر كسر احتكارها للمعلومات، كما أنها شكلت عامل ضغط على المسئولين والحكومات من خلال اتحاد مجموعات من الأفراد حول أفكار وآراء متقاربة مما أدى إلى ثراء المجتمعات فكريا، وانتشار وعي أفراد المجتمع بحقوقهم وواجباتهم.
ورغم إيجابيتها بالنسبة للحراك المجتمعي في منطقتنا العربية، فإن المتخصصين حذروا من أن هذا الاستعمال لها جوانب سلبية سواء كانت اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، نفسية، دينية، صحية.
بالنسبة للجانب الاجتماعي، فإن علماء النفس حذروا من أن استخدام هذه المواقع يؤدي إلى نوع من أنواع الإدمان والذي يقود إلى العزلة والانطوائية مما يتسبب في تدهور العلاقات الأسرية، كما يؤدى إلى تزايد الشعور بالعدوانية و الأنانية والاضطرابات النفسية والكآبة مع تأثيرها السلبي على  التحصيل الدراسي للشخص المدمن. وذكروا أيضا، أن هذه المواقع تؤثر على رؤية المستخدمين لأنفسهم وليس فقط لمجتمعهم عبر نشر صورهم و أخبارهم وما يحدث في حياتهم من أحداث هامة منتظرين الحكم عليها من قبل أصدقائهم، وهو ما يؤدى إلى تزايد القلق والترقب الدائم للحكم الذي يحكمه الأصدقاء على ما هو منشور على الصفحات الشخصية للمستخدمين وهو ما يشعرهم بالأمان والأهمية الوهمية.
أما على المستوى التواصلي، فإن المراقبين حذروا من الآثار السلبية لهذه المواقع على اللغة العربية، حيث لاحظوا ظهور لغة ركيكة وغريبة من حيث التعبيرات والمفردات مزجت بين الحروف الفرنسية أو الانجليزية والمفردات العربية وهو ما يعد تشويها صريحا للغة العربية .
أما على المستوى الاقتصادي، فإن استخدام هذه المواقع أثناء فترات العمل، يؤدي إلى هدر في الوقت وضعف في الإنتاجية وبالتالي تكبيد المؤسسة المشغلة خسائر اقتصادية كبيرة.
أما على المستوى الديني والأخلاقي، فقد أدى الاستخدام غير المنضبط والمتحرر من السلطة السياسية والاجتماعية وحتى الدينية على حد سواء عبر نشر الصور والمقاطع المخالفة للأعراف الاجتماعية والقواعد الدينية إلى تنامي الدعوات بإطلاق فتاوى دينية تحظر استخدام تلك المواقع أو على الأقل تضع ضوابط تقنن استخدامها.
أما على المستوى الصحي، فقد خلصت دراسة حديثة شملت 4900 شخص، يستخدمون شبكات التواصل لساعات طويلة، أنهم معرضون لأخطار صحية كثيرة كالإصابة بـنوبة قلبية قد تؤدي للوفاة، السمنة المفرطة الناتجة عن الجلوس وقلة الحركة، فضلا عن السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول 
  
 
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق