أمين
أبوراشد
وإذا
كانت إسرائيل تعتبر انها رابحة بعد حصولها على صفقة الأسلحة الضخمة من أميركا،
مقروناً برقصها على القبور في باريس، للتحريض على العرب وتبرير اعتداءاتها على "مجتمعٍ
إرهابي" محيطٍ بها، فإن حسابات المواجهة وتوازن الرعب مع الفلسطينيين باتت من
الماضي، وتحديداً بعد هزيمتها أمام المقاومة في لبنان خلال حرب التحرير عام 2000،
وهزائمها اللاحقة في لبنان وغزة.
وليس
المطلوب من الفلسطينيين استغلال ما يحصل من إرهابٍ في أوروبا لمصلحتهم، بل المطلوب
أن يغتنموا فرصة غياب الضغط السياسي الأوروبي لصالح إسرائيل، وإثبات محورية قضيتهم
وتحديداً حق العودة، لأن الجيل الثالث للإنتفاضة يُحقق بالسكين والحجر والمقلاع،
ما لن تستطيع إسرائيل قمعه ومنعه بثلاثين مليار دولار أسلحة جديدة، ولا بكل مليارات
أميركا وأسلحتها، وإذا كانت داعش تمارس الإرهاب على مجتمعات آمنة في أوروبا، فإن
العمل المقاوم ضد الكيان الإسرائيلي المحتلّ هو فعل الإيمان الحقيقي، واستغلال
الإنشغال الدولي عن دعم إسرائيل سياسياً، هو الفرصة النادرة التي لن تتكرر للشعب
الفلسطيني لو أحسن استغلالها وبنفس العتاد، سكينٌ وحجرٌ ومقلاع.
إن
التنويه بشباب الإنتفاضة الثالثة، هو اعتزازٌ بالمقدرة على إيذاء المستوطن اليهودي
الوقح ولو بحجرِ أو طعنة سكين، ولسنا ننتقص من إنجازات الإنتفاضتين الأولى
والثانية، بل نُطالب بأن يُبارك المناضلون المخضرمون ويقودوا ويوجِّهوا ثورة
الشباب الفلسطيني، وإذا كان السلم الذي كان يعيشه الغرب لم يؤمِّن السلم والسلام
للشعب الفلسطيني، فعسى الجرح الذي طاول الغرب من الإرهاب المستجدّ، لا تستغله
إسرائيل إعلامياً وسياسياً في حربها على العرب والفلسطينيين، وأن يبقى زمام
المبادرة في يدِ شباب الإنتفاضة وأن لا يكون المجتمع الإسرائيلي آمناً طالما
"إرهاب الدولة" ما زال قائماً...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق